احذر منها 10 أخطاء شائعة في السيرة الذاتية تمنعك من الحصول على وظيفة

أخطاء شائعة في السيرة الذاتية
لقد قضيت ساعات طويلة في البحث عن وظيفة أحلامك، وعدلت سيرتك الذاتية لتناسب الوصف الوظيفي، ثم ضغطت على زر "إرسال" وأنت تشعر بالأمل والتفاؤل، ولكن بعد أيام وأسابيع من الانتظار، لا يأتي أي رد.
جدول المحتويات

إنه سيناريو محبط ومألوف للكثيرين. في معظم الأحيان، لا يكون السبب هو نقص المؤهلات، بل وجود أخطاء صغيرة ولكنها قاتلة في وثيقتك التسويقية الأولى: السيرة الذاتية. إن سيرتك الذاتية هي سفيرك الصامت، والانطباع الأول الذي تتركه لدى صاحب العمل. في عالم يتلقى فيه مسؤول التوظيف مئات الطلبات لوظيفة واحدة، فإن أي خطأ، مهما كان صغيراً، يمكن أن يكون سبباً كافياً لوضع طلبك في سلة المهملات والانتقال إلى المرشح التالي. إن معرفة هذه الأخطاء وتجنبها لا يقل أهمية عن إبراز نقاط قوتك. في هذا الدليل الشامل من هون جاب، سنسلط الضوء على أكثر أخطاء شائعة في السيرة الذاتية التي يرتكبها الباحثون عن عمل، وسنقدم لك الحلول العملية لتجنبها، لنضمن أن تكون سيرتك الذاتية وثيقة احترافية لا تشوبها شائبة، تفتح لك أبواب المقابلات بدلاً من أن تغلقها في وجهك.

الخطأ الأول الأخطاء الإملائية والنحوية

قد يبدو هذا الخطأ بديهياً، ولكنه لا يزال الخطأ الأكثر شيوعاً وتدميراً على الإطلاق. لا يوجد شيء يصرخ “إهمال وعدم احترافية” بصوت أعلى من سيرة ذاتية مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية. عندما يرى مسؤول التوظيف مثل هذه الأخطاء، فإنه يستنتج فوراً عدة أمور سلبية عنك: أولاً، أنك لا تهتم بالتفاصيل، وهي مهارة أساسية في معظم الوظائف. ثانياً، أنك لم تبذل جهداً كافياً لمراجعة وثيقة مهمة مثل سيرتك الذاتية، مما قد يعكس مستوى التزامك العام بالعمل. ثالثاً، قد يشكك في مستوى تعليمك أو قدراتك اللغوية. في بعض الوظائف التي تتطلب مهارات تواصل كتابي عالية، مثل وظائف الكتابة والترجمة في العراق أو حتى في كتابة التقارير الإدارية، فإن هذا الخطأ يعتبر قاتلاً ولا يمكن التسامح معه على الإطلاق. إنه يضعف مصداقيتك من اللحظة الأولى ويجعل من الصعب جداً على القارئ أن يأخذ مؤهلاتك الأخرى على محمل الجد.

لتجنب هذا الخطأ الكارثي، يجب أن تكون عملية المراجعة جزءاً أساسياً من كتابة سيرتك الذاتية. لا تعتمد فقط على المدقق الإملائي في برنامج Word، فهو قد لا يلتقط كل الأخطاء، خاصة الأخطاء النحوية أو استخدام الكلمات في غير سياقها الصحيح. الخطوة الأولى هي أن تترك سيرتك الذاتية لبعض الوقت (ساعة أو يوم) ثم تعود إليها بعينين جديدتين، هذا يساعدك على اكتشاف أخطاء لم تكن تراها من قبل. الخطوة الثانية والأكثر فعالية هي “قراءتها بصوت عالٍ”. عندما تقرأ النص بصوت عالٍ، فإن أذنك غالباً ما تلتقط الجمل غير السليمة أو الأخطاء التي قد تتجاوزها عينك. الخطوة الثالثة، وهي الأهم، هي أن تطلب من شخص آخر على الأقل أن يراجعها لك. اطلب من صديق، أو فرد من العائلة، أو زميل سابق يتمتع بمهارات لغوية جيدة أن يقرأها بعناية. عين جديدة يمكن أن تكتشف أخطاءً أصبحت غير مرئية بالنسبة لك بسبب قراءتك المتكررة للنص. تذكر، سيرتك الذاتية هي انعكاس مباشر لاحترافيتك. استثمار بعض الوقت الإضافي في تدقيقها هو أفضل استثمار لضمان ترك انطباع أول مثالي.

الخطأ الثاني تصميم سيء وغير احترافي

في عالم السرعة، يلعب التصميم دوراً حاسماً في قابلية القراءة. سيرة ذاتية بتصميم مزدحم، أو خطوط صعبة القراءة، أو ألوان صارخة، تجهد عين القارئ وتجعله يفقد الاهتمام بسرعة. الانطباع الأول ليس فقط عن المحتوى، بل عن الشكل أيضاً. أحد الأخطاء الشائعة هو “استخدام هوامش ضيقة جداً” أو “خط صغير جداً” لمحاولة حشر أكبر قدر من المعلومات في صفحة واحدة. هذا يجعل الصفحة تبدو مكتظة وخانقة. من الأفضل أن تكون لديك سيرة ذاتية من صفحتين واضحة وسهلة القراءة، بدلاً من صفحة واحدة مضغوطة وغير قابلة للقراءة. يجب أن يكون هناك مساحات بيضاء كافية حول النص لتريح عين القارئ وتوجهها إلى الأقسام المهمة. خطأ آخر هو “استخدام خطوط غريبة أو غير احترافية”. التزم بالخطوط الكلاسيكية والواضحة مثل Arial, Calibri, Times New Roman, أو Helvetica. هذه الخطوط مصممة لتكون سهلة القراءة على الشاشة والورق. تجنب الخطوط الفنية أو المعقدة التي قد تبدو جميلة ولكنها تضحي بالوضوح.

“عدم الاتساق في التنسيق” هو خطأ شائع آخر. قد تجد أن حجم الخط أو نوعه يتغير بين قسم وآخر، أو أن طريقة تنسيق التواريخ مختلفة في كل وظيفة. هذا يعطي انطباعاً بالفوضى وعدم التنظيم. حافظ على اتساق كامل في جميع أنحاء الوثيقة. استخدم نفس حجم الخط للعناوين الرئيسية، وحجم أصغر قليلاً للعناوين الفرعية، وحجماً آخر للنص الأساسي. استخدم نفس طريقة التنسيق (مثل الخط العريض أو المائل) لجميع المسميات الوظيفية أو أسماء الشركات. “الإفراط في استخدام الألوان أو الصور” هو فخ يقع فيه الكثيرون، خاصة في المجالات غير الإبداعية. سيرة ذاتية ملونة قد تبدو غير مهنية وقد لا تكون متوافقة مع أنظمة الفلترة الآلية (ATS). التزم بتصميم نظيف وبسيط، واستخدم اللون الأسود للنص الأساسي، وربما لون واحد هادئ ومحترف (مثل الأزرق الداكن أو الرمادي) للعناوين إذا أردت. إذا كنت بحاجة إلى إلهام، يمكنك دائماً الرجوع إلى مجموعتنا المختارة من نماذج سيرة ذاتية جاهزة للتحميل، والتي تم تصميمها مع مراعاة كل هذه المبادئ الاحترافية.

الخطأ الثالث استخدام سيرة ذاتية واحدة لجميع الوظائف

هذا واحد من أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي يرتكبها الباحثون عن عمل، وهو ناتج عن الكسل أو عدم فهم كيفية عمل عملية التوظيف. إرسال نفس السيرة الذاتية العامة لكل وظيفة تتقدم إليها، بغض النظر عن متطلباتها، يشبه إلقاء شبكة واسعة في البحر على أمل اصطياد أي سمكة. هذه الطريقة نادراً ما تنجح. أصحاب العمل لا يبحثون عن مرشح “جيد بشكل عام”، بل يبحثون عن المرشح “المثالي” لهذه الوظيفة المحددة. يريدون أن يروا أنك قرأت وفهمت متطلباتهم، وأن مهاراتك وخبراتك تتوافق بشكل مباشر مع ما يبحثون عنه. السيرة الذاتية العامة تفشل في تحقيق ذلك. إنها تظهر أنك لم تبذل جهداً لفهم احتياجاتهم وأنك ربما تتقدم لعشرات الوظائف الأخرى بنفس الطريقة غير المبالية. هذا يقلل بشكل كبير من فرصك في التميز عن الآخرين الذين أخذوا الوقت لتخصيص طلباتهم.

الحل هو “تخصيص سيرتك الذاتية” (Tailoring your CV) لكل وظيفة تتقدم إليها. قد يبدو هذا الأمر مستهلكاً للوقت، ولكنه يزيد من فعاليتك بشكل كبير. قبل التقدم لأي وظيفة، اقرأ الوصف الوظيفي بعناية فائقة. استخدم قلماً وقم بتمييز “الكلمات المفتاحية” الأساسية والمهارات والمسؤوليات التي تركز عليها الشركة. ثم، عد إلى سيرتك الذاتية وقم بتعديلها لتسليط الضوء على هذه الكلمات المفتاحية. على سبيل المثال، إذا كانت الوظيفة تتطلب “خبرة في إدارة الميزانية”، تأكد من أن هذه العبارة تظهر بوضوح في ملخصك المهني وفي وصف إنجازاتك. قد تحتاج إلى إعادة ترتيب نقاط خبرتك لتضع الأكثر صلة في الأعلى. قد تحتاج إلى تعديل “الهدف الوظيفي” أو “الملخص الاحترافي” ليعكس بشكل مباشر اسم الشركة والدور الذي تتقدم إليه. إن هذه التعديلات الصغيرة تحدث فرقاً كبيراً، خاصة مع أنظمة تتبع المتقدمين (ATS) التي تبحث عن تطابق بين الكلمات المفتاحية في سيرتك الذاتية والوصف الوظيفي. هذا التخصيص مهم بشكل خاص عند التقدم لوظائف تتطلب مهارات متنوعة، مثل وظائف التسويق والمبيعات، حيث تختلف المتطلبات بشكل كبير من شركة لأخرى.

الخطأ الرابع التركيز على الواجبات بدلاً من الإنجازات

معظم السير الذاتية التي يكتبها الناس تبدو كقائمة مهام أو “وصف وظيفي” لأدوارهم السابقة. تجد فيها عبارات مثل: “مسؤول عن إدخال البيانات”، “مكلف بالرد على استفسارات العملاء”، “قمت بإعداد التقارير الشهرية”. هذه العبارات تخبر صاحب العمل بما كان “من المفترض” أن تفعله، ولكنها لا تخبره بأي شيء عن “مدى جودتك” في أداء تلك المهام أو “القيمة” التي أضفتها للشركة. أي شخص آخر في نفس منصبك كان لديه نفس هذه المسؤوليات. ما يميزك أنت عنهم هو “إنجازاتك” (Accomplishments). يجب أن تتحول سيرتك الذاتية من وثيقة سلبية تسرد الواجبات إلى وثيقة تسويقية نشطة تبرز النتائج. صاحب العمل لا يهتم كثيراً بما فعلته، بل يهتم بما حققته من خلال أفعالك.

السر في تحويل الواجبات إلى إنجازات هو استخدام “لغة الأرقام” و “النتائج القابلة للقياس”. بدلاً من أن تقول “مسؤول عن إدارة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي”، قل “نجحت في زيادة عدد المتابعين على صفحة فيسبوك بنسبة 40% وزيادة معدل التفاعل بنسبة 25% خلال ستة أشهر”. بدلاً من “قمت بتدريب الموظفين الجدد”، قل “قمت بتدريب وتوجيه فريق مكون من 5 موظفين جدد، مما أدى إلى وصولهم إلى كامل إنتاجيتهم في غضون شهر واحد، أي أسرع بنسبة 20% من المتوسط”. استخدم أفعالاً قوية ونشطة (Action Verbs) في بداية كل نقطة، مثل “حققتُ”، “طورتُ”، “زدتُ”، “خفضتُ”، “أدرتُ”. هذا يحولك من مجرد شخص كان يؤدي وظيفة إلى شخص كان يحقق نتائج ويحل المشكلات ويضيف قيمة. فكر في كل مهمة قمت بها واسأل نفسك: “ما هو الأثر الإيجابي الذي نتج عن هذا العمل؟”. الإجابة على هذا السؤال هي جوهر إنجازاتك التي يجب أن تملأ سيرتك الذاتية.

الخطأ الخامس طول غير مناسب (طويلة جداً أو قصيرة جداً)

إن طول السيرة الذاتية هو فن وعلم في نفس الوقت، والوقوع في خطأ الطول غير المناسب يمكن أن يضر بفرصك. الخطأ الأكثر شيوعاً هو “السيرة الذاتية الطويلة جداً”. قد يعتقد بعض المرشحين، خاصة ذوي الخبرة الطويلة، أنهم يجب أن يذكروا كل مهمة صغيرة قاموا بها في كل وظيفة شغلوها على مدى العشرين عاماً الماضية. هذا يؤدي إلى سيرة ذاتية من أربع أو خمس صفحات لا يمتلك أي مسؤول توظيف الوقت أو الصبر لقراءتها. القاعدة العامة هي: يجب ألا تتجاوز سيرتك الذاتية “صفحتين” كحد أقصى للمهنيين ذوي الخبرة. بالنسبة للخريجين الجدد أو الذين لديهم خبرة أقل من 10 سنوات، فإن “صفحة واحدة” مركزة وقوية هي الخيار المثالي. الطول المناسب يجبرك على أن تكون انتقائياً وأن تركز فقط على المعلومات الأكثر أهمية وتأثيراً وصلة بالوظيفة التي تتقدم إليها. إنه يظهر أنك تقدر وقت القارئ وأنك قادر على تمييز ما هو مهم وما هو ليس كذلك.

على الطرف الآخر، هناك خطأ “السيرة الذاتية القصيرة جداً” أو التي تفتقر إلى التفاصيل. قد تكون سيرتك من صفحة واحدة، ولكن إذا كانت تحتوي على مساحات فارغة كبيرة وتفتقر إلى التفاصيل والإنجازات الملموسة، فإنها تعطي انطباعاً بأنك لا تمتلك الكثير لتقدمه. يجب أن تكون سيرتك الذاتية موجزة، ولكن ليس على حساب المحتوى القيم. استخدم النقاط (Bullet Points) بشكل فعال لتقديم أكبر قدر من المعلومات المؤثرة في أقل مساحة ممكنة. بدلاً من كتابة فقرات طويلة، لخص إنجازاتك في نقاط قصيرة وقوية تبدأ بفعل نشط. تذكر، الهدف ليس فقط ملء الصفحة، بل ملؤها بمعلومات مقنعة وذات صلة. إن إيجاد التوازن الصحيح بين الإيجاز والتفصيل هو مفتاح سيرة ذاتية ناجحة. هذا التوازن مهم بشكل خاص في المجالات التي تتطلب الدقة والقدرة على عرض المعلومات بوضوح، مثل وظائف الموارد البشرية.

الخطأ السادس معلومات اتصال غير صحيحة أو غير احترافية

قد يبدو هذا الخطأ بسيطاً لدرجة السذاجة، ولكنه يحدث أكثر مما تتصور، وعواقبه كارثية. يمكنك أن تمتلك أفضل سيرة ذاتية في العالم، مع خبرات وإنجازات مذهلة، ولكن إذا كان رقم هاتفك أو عنوان بريدك الإلكتروني يحتوي على خطأ مطبعي، فإن كل هذا الجهد يذهب سدى. لن يتمكن صاحب العمل ببساطة من الوصول إليك لدعوتك لمقابلة. قبل إرسال سيرتك الذاتية، تحقق من معلومات الاتصال الخاصة بك (الاسم الكامل، رقم الهاتف، البريد الإلكتروني، رابط ملفك على LinkedIn) مراراً وتكراراً. تأكد من أن كل رقم وكل حرف صحيح. اطلب من صديق أن يجرب الاتصال بالرقم أو إرسال بريد إلكتروني تجريبي للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح. إنها خطوة تستغرق ثوانٍ ولكنها يمكن أن تنقذ طلبك بالكامل.

الجانب الآخر من هذا الخطأ هو “استخدام معلومات اتصال غير احترافية”. أبرز مثال على ذلك هو “عنوان البريد الإلكتروني”. استخدام بريد إلكتروني كنت قد أنشأته في سن المراهقة ويحتوي على ألقاب غريبة أو مضحكة (مثل ” loverboy99@ …” أو ” crazy_cat_lady@ …”) يترك انطباعاً طفولياً وغير جاد على الإطلاق. يجب أن يكون بريدك الإلكتروني بسيطاً واحترافياً، ويتكون من اسمك الأول والأخير. إذا كان اسمك شائعاً، يمكنك إضافة رقم بسيط أو الحرف الأول من اسم والدك. على سبيل المثال، (Ahmed.Alali@…) أو (Ahmed.M.Alali@…) هي خيارات ممتازة. وبالمثل، إذا قمت بتضمين رابط لملفك الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي، تأكد من أن هذا الملف يعكس صورة احترافية. يجب أن تكون صفحتك على LinkedIn محدثة بالكامل، وصورتك الشخصية احترافية. تجنب وضع روابط لحسابات شخصية على Facebook أو Instagram إلا إذا كانت ذات صلة مباشرة بالوظيفة (كمدير وسائل تواصل اجتماعي مثلاً) ومحتواها احترافي.

الخطأ السابع الكذب أو المبالغة في المعلومات

في محاولة يائسة للتميز، قد يميل بعض المرشحين إلى “تجميل” سيرتهم الذاتية قليلاً، أو المبالغة في مسؤولياتهم، أو حتى اختلاق خبرات أو مهارات لا يمتلكونها. هذا خطأ فادح وخطير يمكن أن يدمر سمعتك المهنية بشكل دائم. الحقيقة دائماً تظهر في النهاية، سواء كان ذلك أثناء المقابلة الفنية عندما تُسأل عن تفاصيل دقيقة، أو أثناء فحص المراجع، أو في الأسابيع الأولى من عملك عندما يُطلب منك تطبيق المهارات التي ادعيت امتلاكها. إن اكتشاف كذبك لا يؤدي فقط إلى رفض طلبك أو فصلك من العمل، بل يمكن أن يضعك أيضاً في قائمة سوداء في مجال عملك، خاصة في المدن الصغيرة أو القطاعات المتخصصة حيث يعرف الجميع بعضهم البعض، مثلما هو الحال في بعض فرص عمل في السليمانية. إن السمعة التي تبنيها على مدى سنوات يمكن أن تنهار في لحظة واحدة بسبب كذبة واحدة.

هناك فرق كبير بين “تسويق نفسك بفعالية” و”الكذب”. تسويق نفسك يعني التركيز على إنجازاتك الحقيقية، واستخدام لغة قوية، وربط مهاراتك باحتياجات الشركة. أما الكذب فيعني اختلاق الحقائق. بدلاً من الكذب بشأن إتقانك لبرنامج معين، كن صادقاً وقل “لدي معرفة أساسية به وأنا أتعلم بسرعة وأعمل حالياً على تطوير مهاراتي فيه من خلال دورة عبر الإنترنت”. هذا يظهر الصدق والرغبة في التعلم، وهي صفات يقدرها أصحاب العمل أكثر من الادعاءات الكاذبة. تذكر دائماً مبادئ أخلاقيات العمل في بيئة مهنية؛ النزاهة والصدق هما حجر الزاوية لبناء مسيرة مهنية ناجحة ومحترمة. لا تخاطر بسمعتك من أجل الحصول على ميزة قصيرة المدى. الثقة التي تبنيها من خلال كونك صادقاً وأصيلاً هي رصيدك الحقيقي على المدى الطويل.

الخطأ الثامن تضمين معلومات غير ضرورية أو سلبية

مساحة سيرتك الذاتية ثمينة ومحدودة. يجب أن تكون كل كلمة وكل معلومة تضعها فيها ذات هدف وتخدم غرضاً واضحاً، وهو إقناع صاحب العمل بأنك المرشح المناسب. تضمين معلومات غير ضرورية أو لا صلة لها بالوظيفة يشتت انتباه القارئ ويضعف من قوة رسالتك. من المعلومات التي يجب تجنبها تماماً: “المعلومات الشخصية المفرطة” مثل حالتك الاجتماعية، أو عدد أطفالك، أو تاريخ ميلادك، أو صورتك الشخصية (إلا إذا طُلب ذلك تحديداً في الوصف الوظيفي). هذه المعلومات غير ذات صلة بمقدرتك على أداء العمل وقد تعرض صاحب العمل لمخاطر التمييز. كذلك، تجنب ذكر “هوايات غير ذات صلة”. ذكر أنك تستمتع بالقراءة أو السفر لا يضيف قيمة كبيرة إلا إذا كانت الوظيفة في مجال النشر أو السياحة.

الأخطر من ذلك هو “تضمين معلومات سلبية”. لا تذكر أبداً “سبب تركك لوظائفك السابقة” في سيرتك الذاتية، خاصة إذا كان السبب سلبياً. هذا موضوع يمكن مناقشته بحذر ودبلوماسية في المقابلة إذا سُئلت عنه، وليس في سيرتك الذاتية. لا تذكر “أسماء المشرفين السابقين أو المراجع” (References) مباشرة في السيرة الذاتية. يمكنك ببساطة كتابة جملة “المراجع متوفرة عند الطلب” في نهاية السيرة الذاتية أو حذفها تماماً، فهذا أمر مفروغ منه. تضمين أسمائهم يعرض خصوصيتهم للخطر وقد لا يكونون مستعدين لتلقي مكالمة من شركة لم تتواصل معهم مسبقاً. ركز على إبقاء سيرتك الذاتية إيجابية، واحترافية، ومركزة على المستقبل والقيمة التي ستقدمها، وليس على تفاصيل الماضي غير الضرورية.

الخطأ التاسع الهدف الوظيفي الغامض أو المبتذل

قسم “الهدف الوظيفي” (Objective) في أعلى السيرة الذاتية هو أول ما يقرأه الكثير من مسؤولي التوظيف، ولكنه أيضاً القسم الذي يرتكب فيه معظم الناس أخطاءً فادحة. الخطأ الأكثر شيوعاً هو كتابة “هدف وظيفي غامض ومبتذل” يركز فقط على ما تريده أنت، وليس على ما يمكنك تقديمه للشركة. عبارات مثل: “الحصول على وظيفة مليئة بالتحديات في شركة مرموقة تتيح لي فرصة للنمو المهني وتطوير مهاراتي” هي عبارات عديمة المعنى. إنها لا تقول أي شيء محدد عنك أو عن سبب كونك مناسباً للوظيفة. كل المرشحين يريدون نفس هذا الشيء. هذا الهدف لا يميزك عن أي شخص آخر، بل يجعلك تبدو كمرشح كسول استخدم أول جملة وجدها على الإنترنت.

الهدف الوظيفي الفعال يجب أن يكون موجزاً، ومخصصاً للوظيفة، ويركز على القيمة التي ستقدمها. يجب أن يجيب على سؤال صاحب العمل: “لماذا يجب أن أوظفك أنت؟”. طريقة رائعة لكتابته هي ربط مهاراتك بأهداف الشركة. على سبيل المثال: “محاسب حديث التخرج يتمتع بمهارات تحليلية قوية وشغف بالدقة، أسعى لتطبيق معرفتي في المعايير المحاسبية للمساهمة في الحفاظ على السجلات المالية الدقيقة لشركة [اسم الشركة]”. لاحظ كيف أن هذا الهدف مخصص ويذكر اسم الشركة. في الواقع، يرى العديد من الخبراء الآن أن “الملخص المهني” (Professional Summary) هو بديل أفضل للهدف الوظيفي للمرشحين ذوي الخبرة. الملخص هو 3-4 أسطر قوية تسلط الضوء على أبرز خبراتك وإنجازاتك. إذا كنت لا تزال في حيرة من أمرك، يمكنك الرجوع إلى دليلنا المفصل ماذا أكتب في خانة الهدف الوظيفي الذي يغوص في تفاصيل صياغة بداية قوية ومقنعة لسيرتك الذاتية.

الخطأ العاشر الفشل في إظهار التأثير الكمي (الأرقام)

لقد تطرقنا إلى هذه النقطة سابقاً، ولكنها تستحق أن تكون خطأً مستقلاً بحد ذاتها لأهميتها القصوى. السير الذاتية الأكثر ضعفاً هي تلك التي تفتقر إلى “الأرقام” والأدلة الملموسة. عبارات مثل “لعبت دوراً رئيسياً في إطلاق منتج جديد” أو “كنت عضواً فعالاً في فريق المبيعات” هي عبارات فضفاضة ولا معنى لها. إنها لا تعطي أي فكرة عن حجم تأثيرك الفعلي. الأرقام تحول هذه العبارات الغامضة إلى إنجازات قوية ومقنعة. الأرقام هي لغة الأعمال، وعندما تستخدمها، فأنت تظهر أنك تفكر بعقلية رجل أعمال وتقيس النجاح بناءً على نتائج ملموسة. هذا هو بالضبط ما يبحث عنه أصحاب العمل. الأرقام تضفي مصداقية فورية على ادعاءاتك وتجعل من السهل على القارئ فهم حجم مساهمتك.

ابحث عن أي فرصة في سيرتك الذاتية لتحويل الكلمات إلى أرقام. كم عدد الأشخاص الذين دربتهم أو أدرتهم؟ ما هي نسبة المبيعات التي حققتها فوق الهدف؟ ما هي النسبة المئوية التي تمكنت من خفض التكاليف بها؟ كم عدد العملاء الذين كنت تخدمهم يومياً؟ ما هو حجم الميزانية التي كنت مسؤولاً عنها؟ حتى لو لم تكن في دور يتعلق بالمبيعات أو المالية، يمكنك دائماً العثور على طرق لقياس عملك. على سبيل- المثال، إذا قمت بتحسين عملية معينة، يمكنك تقدير الوقت أو المال الذي تم توفيره. مثال: “قمت بإعادة تنظيم نظام أرشفة الملفات، مما أدى إلى تقليل وقت البحث عن المستندات بنسبة 50%”. إن إضافة هذه الأرقام هي أسهل وأقوى طريقة لترقية سيرتك الذاتية من “جيدة” إلى “استثنائية”.

اترك تعليقا