. إنه أول ما يقع عليه نظر مدير التوظيف، وهو ما سيحدد في غضون ثوانٍ قليلة ما إذا كان سيكمل قراءة بقية سيرتك الذاتية بحماس، أم سيضعها جانباً وينتقل إلى التالية. إنه بمثابة الإعلان التشويقي لفيلمك المهني؛ فإما أن يثير الفضول أو يفشل في جذب الانتباه. في هذا الدليل من هون جاب، سنفك شفرة هذا القسم المحير، وسنقدم لك الصيغ والأمثلة العملية لمساعدتك على صياغة بداية قوية ومقنعة لسيرتك الذاتية، بداية تضمن أن قصتك المهنية ستُسمع.
الهدف الوظيفي أم الملخص الاحترافي أيهما تختار
قبل أن نبدأ بالكتابة، من الضروري أن نفهم الفرق بين مصطلحين رئيسيين غالباً ما يتم الخلط بينهما: “الهدف الوظيفي” (Career Objective) و “الملخص الاحترافي” (Professional Summary). اختيارك لأحدهما يعتمد بشكل أساسي على مرحلتك المهنية ومستوى خبرتك. “الهدف الوظيفي” هو فقرة قصيرة (سطرين إلى ثلاثة) تركز على “المستقبل” وعلى “أهدافك” أنت كباحث عن عمل. إنه يخبر صاحب العمل بالوظيفة التي تطمح إليها وكيف تخطط للمساهمة والنمو داخل شركتهم. هذا النوع مناسب بشكل خاص للخريجين الجدد، أو الأشخاص الذين ليس لديهم خبرة عملية كبيرة، أو أولئك الذين يقومون بتغيير كبير في مسارهم المهني. نظراً لأنك لا تملك تاريخاً وظيفياً طويلاً للحديث عنه، فإنك تركز على طموحك، وشغفك، والمهارات التي اكتسبتها في الجامعة والتي تتطلع إلى تطبيقها. إنه يقول لصاحب العمل: “أنا متحمس ومستعد للتعلم والمساهمة”.
على الجانب الآخر، “الملخص الاحترافي” هو فقرة أطول قليلاً (ثلاثة إلى خمسة أسطر) تركز على “الماضي” وعلى “إنجازاتك وقيمتك” التي ستقدمها للشركة فوراً. إنه بمثابة نسخة مصغرة من سيرتك الذاتية، تسلط الضوء على أبرز خبراتك، وأهم مهاراتك، وأكبر إنجازاتك القابلة للقياس. هذا النوع هو الخيار الأفضل للمهنيين الذين لديهم عدة سنوات من الخبرة في مجالهم. بدلاً من الحديث عما تطمح إليه، أنت تتحدث عما حققته بالفعل وما يمكنك تحقيقه للشركة الجديدة. إنه يقول لصاحب العمل: “أنا خبير في هذا المجال، وهذه هي الأدلة على نجاحي، ويمكنني أن أبدأ في إضافة قيمة لكم من اليوم الأول”. في سوق العمل العراقي اليوم، وخاصة للوظائف التي تتطلب خبرة، أصبح الملخص الاحترافي هو المعيار السائد لأنه أكثر قوة وتأثيراً. ومع ذلك، لا يزال الهدف الوظيفي المكتوب جيداً أداة فعالة للداخلين الجدد إلى سوق العمل، سواء كانوا يبحثون عن فرص عمل في بغداد أو في أي مدينة أخرى.
صيغة كتابة الهدف الوظيفي الفعال للخريجين الجدد
إذا كنت خريجاً جديداً أو شخصاً بخبرة محدودة، فإن الهدف الوظيفي هو بوابتك لترك انطباع أول قوي. الهدف هو إظهار الحماس، والقدرة على التعلم، وربط مهاراتك الأكاديمية باحتياجات الشركة. تجنب الأهداف العامة والمبتذلة مثل “الحصول على وظيفة في شركة مرموقة تتيح لي التطور”. هذه الجملة لا تقول أي شيء عنك ولا عن الشركة. يجب أن يكون هدفك “مخصصاً” للوظيفة التي تتقدم إليها. الصيغة الفعالة لكتابة الهدف الوظيفي تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية. الجزء الأول: اذكر سمتك الشخصية القوية أو مجالك الأكاديمي. ابدأ بصفة مثل “خريج تسويق متحمس” أو “محاسب حديث التخرج ومنظم للغاية”. الجزء الثاني: اذكر المهارات الأساسية التي تمتلكها وذات الصلة بالوظيفة. اختر مهارتين أو ثلاثاً من أهم المهارات التي تعلمتها في الجامعة أو من خلال مشاريعك. (مثال: “…أمتلك مهارات قوية في تحليل البيانات واستخدام برامج Excel المتقدمة…”).
الجزء الثالث، وهو الأهم: اذكر هدفك وكيف ستساهم في نجاح “الشركة” تحديداً. هنا يجب أن تذكر اسم الشركة والمنصب. (مثال: “…أتطلع إلى تطبيق هذه المهارات للمساهمة في تحليل البيانات المالية بدقة في منصب “مساعد محاسب” في شركة [اسم الشركة]”). بدمج هذه الأجزاء الثلاثة، تصبح لديك فقرة قوية ومخصصة. مثال كامل: “خريج هندسة برمجيات شغوف ومبدع، أمتلك فهماً قوياً للغة البرمجة Python وتطوير الواجهات الخلفية. أتطلع إلى الانضمام إلى فريقكم في شركة [اسم الشركة] كـ “مطور برمجيات مبتدئ” للمساهمة في تطوير تطبيقات مبتكرة وفعالة”. هذا الهدف يظهر أنك تعرف من أنت، وماذا تملك، وأين تريد أن تذهب، والأهم، أنك قمت ببحثك عن الشركة والوظيفة. هذا هو النوع من الأهداف الذي يجعل مدير التوظيف يرى فيك استثماراً محتملاً وليس مجرد باحث عن عمل يائس، وهو أمر حيوي عند البحث عن وظيفة بدون خبرة، كما أوضحنا في مقالنا “كيفية الحصول على وظيفة بدون خبرة في العراق”.
صيغة كتابة الملخص الاحترافي القوي لأصحاب الخبرة
إذا كنت تمتلك خبرة عملية تزيد عن سنتين، فقد حان الوقت لتوديع “الهدف الوظيفي” والترقية إلى “الملخص الاحترافي”. هذا القسم هو لوحتك الإعلانية الشخصية التي تعرض فيها أفضل ما لديك في بضعة أسطر قوية ومقنعة. مهمتك هنا هي الإجابة على سؤال مدير التوظيف الفوري: “لماذا يجب أن أوظفك؟”. يجب أن يكون ملخصك مليئاً بالكلمات المفتاحية القوية والإنجازات القابلة للقياس التي تتوافق مباشرة مع متطلبات الوظيفة. الصيغة المثالية للملخص الاحترافي تتكون أيضاً من عدة أجزاء. الجزء الأول: ابدأ بلقبك المهني مع عدد سنوات خبرتك وتخصصك الدقيق. (مثال: “مدير تسويق رقمي بخبرة تزيد عن 7 سنوات، متخصص في وضع استراتيجيات التسويق عبر محركات البحث (SEO) وتحسين معدلات التحويل”). هذا يحدد هويتك المهنية فوراً.
الجزء الثاني: اذكر مهارتين أو ثلاثاً من أهم مهاراتك الصلبة والناعمة التي تجعلك متميزاً. (مثال: “…أجيد استخدام أدوات التحليل مثل Google Analytics و SEMrush، بالإضافة إلى مهارات قوية في قيادة الفرق وإدارة الميزانيات”). الجزء الثالث، وهو جوهر الملخص: اذكر إنجازاً أو إنجازين من أهم إنجازاتك المهنية، واستخدم الأرقام والنسب المئوية لإضفاء المصداقية والقوة. هذا هو ما سيجعلك تبرز حقاً. (مثال: “…نجحت في زيادة عدد الزوار العضويين للموقع بنسبة 150% وتخفيض تكلفة اكتساب العميل بنسبة 30% خلال 18 شهراً في وظيفتي السابقة”). الجزء الرابع: يمكنك أن تختم بجملة قصيرة عن طموحك أو ما تبحث عنه في خطوتك التالية، مع ربطها بالشركة. (مثال: “…أتطلع إلى تطبيق خبرتي في نمو الأعمال للمساهمة في توسيع حضور شركة [اسم الشركة] في السوق”). مثال كامل: “مدير مبيعات إقليمي بخبرة 10 سنوات في قطاع السلع الاستهلاكية، مع سجل حافل في بناء وتدريب فرق مبيعات عالية الأداء. نجحت في تجاوز أهداف المبيعات لـ 12 ربعاً متتالياً وتحقيق نمو في الإيرادات بنسبة 40% في منطقة بغداد. أتطلع إلى استثمار خبرتي في التخطيط الاستراتيجي وفتح أسواق جديدة لقيادة فريقكم في شركة [اسم الشركة] نحو مستويات جديدة من النجاح”. هذا الملخص يصرخ “كفاءة” و “نتائج”.
أخطاء شائعة يجب تجنبها عند كتابة هذا القسم
إن كتابة هدف وظيفي أو ملخص احترافي فعال لا تتعلق فقط بما يجب أن تكتبه، بل تتعلق أيضاً بما يجب أن تتجنبه. هناك بعض الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تدمر تأثير هذا القسم بالكامل وتجعل مدير التوظيف يفقد الاهتمام فوراً. الخطأ الأول والأكثر شيوعاً هو “العمومية والعبارات المبتذلة”. جمل مثل “باحث عن عمل مجتهد يبحث عن وظيفة مليئة بالتحديات” أو “أبحث عن فرصة لاستخدام مهاراتي” هي جمل فارغة من المعنى ولا تقول أي شيء فريد عنك. يجب أن يكون كل ما تكتبه محدداً، ومخصصاً، ومدعوماً بالأدلة. الخطأ الثاني هو “التركيز على نفسك فقط”. خاصة في الهدف الوظيفي، من السهل الوقوع في فخ الحديث عما تريده “أنت” من الشركة (“أريد أن أتعلم”، “أريد أن أتطور”). بينما هذا مهم، يجب أن تركز بشكل أساسي على ما ستقدمه “أنت” للشركة. حول العبارة من “أبحث عن فرصة لتطوير مهاراتي” إلى “أتطلع إلى تطبيق مهاراتي في [كذا] للمساهمة في [كذا]”.
الخطأ الثالث هو “الطول المفرط”. هذا القسم يجب أن يكون قصيراً ومكثفاً. مدير التوظيف ليس لديه وقت لقراءة فقرة طويلة. اجعل هدفك بين سطرين إلى ثلاثة، وملخصك بين ثلاثة إلى خمسة أسطر كحد أقصى. استخدم جملاً قوية ومباشرة. الخطأ الرابع هو “عدم التخصيص”. إرسال نفس الهدف أو الملخص لكل الوظائف التي تتقدم إليها هو وصفة للفشل. يجب أن تستثمر بضع دقائق قبل كل تقديم لتعديل هذا القسم ليتناسب تماماً مع لغة ومتطلبات الوصف الوظيفي للشركة. استخدم نفس الكلمات المفتاحية التي تستخدمها الشركة. أخيراً، الخطأ الخامس هو “الأخطاء الإملائية والنحوية”. هذا القسم هو أول ما يُقرأ، وأي خطأ فيه يترك انطباعاً مدمراً بالإهمال وعدم الاحترافية. قم بمراجعته عدة مرات، واطلب من صديق أو زميل قراءته أيضاً. تجنب هذه الأخطاء سيضمن أن بداية سيرتك الذاتية ستكون قوية ومؤثرة.
قوة الكلمات المفتاحية والأفعال القوية
عندما تتساءل ماذا أكتب في خانة الهدف الوظيفي، فإن الإجابة تكمن إلى حد كبير في اختيار الكلمات الصحيحة. هذا القسم هو عقار ثمين في سيرتك الذاتية، ويجب أن تكون كل كلمة فيه مختارة بعناية لتحقيق أقصى تأثير. ابدأ بـ “الكلمات المفتاحية” (Keywords). اقرأ الوصف الوظيفي بعناية واستخرج الكلمات والعبارات التي تكررها الشركة لوصف المهارات والمسؤوليات المطلوبة. هل يركزون على “إدارة المشاريع”؟ “تحليل البيانات”؟ “خدمة العملاء”؟ “التسويق الرقمي”؟ تأكد من أن هذه الكلمات المفتاحية موجودة بشكل طبيعي في ملخصك أو هدفك. هذا ليس مهماً فقط للقارئ البشري، بل هو حيوي أيضاً لتجاوز “أنظمة تتبع المتقدمين” (ATS) التي تستخدمها العديد من الشركات لفلترة السير الذاتية آلياً، كما شرحنا بالتفصيل في مقالنا “كيف تكتب سيرة ذاتية احترافية تتجاوز أنظمة التتبع (ATS)؟”. إذا لم تكن سيرتك الذاتية تحتوي على الكلمات المفتاحية الصحيحة، فقد لا تصل أبداً إلى مدير التوظيف.
بالإضافة إلى الكلمات المفتاحية، استخدم “الأفعال القوية” (Action Verbs) لبدء جملك ووصف إنجازاتك. الأفعال القوية تضفي طاقة وحيوية على كتابتك وتجعلك تبدو كشخص فاعل ومبادر. بدلاً من استخدام أفعال ضعيفة مثل “كنت مسؤولاً عن…”، استخدم أفعالاً قوية مثل “أدرتُ”، “طورتُ”، “نفذتُ”، “حققتُ”، “زدتُ”، “خفضتُ”، “حسنتُ”، “قُدتُ”. قارن بين هاتين الجملتين: “كنت مسؤولاً عن حملة تسويقية” مقابل “قُدتُ حملة تسويقية عبر ثلاث منصات أدت إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية بنسبة 25%”. الجملة الثانية أقوى بكثير وتترك انطباعاً بالملكية والإنجاز. قم بإعداد قائمة بالأفعال القوية المتعلقة بمجالك واستخدمها بسخاء في ملخصك وفي بقية سيرتك الذاتية. إن الجمع بين الكلمات المفتاحية الصحيحة والأفعال القوية سيحول هدفك أو ملخصك من مجرد وصف باهت إلى بيان قوي ومقنع لقدراتك.
أمثلة عملية لمختلف التخصصات والوظائف
لفهم الفكرة بشكل أفضل، دعنا نستعرض بعض الأمثلة العملية لهدف وظيفي وملخص احترافي لمختلف التخصصات والوظائف التي يكثر البحث عنها في العراق. مثال (هدف وظيفي) لمعلم حديث التخرج: “مدرس لغة عربية شغوف وحديث التخرج، أمتلك مهارات في تصميم خطط دراسية تفاعلية واستخدام التكنولوجيا التعليمية. أتطلع إلى الانضمام إلى مدرسة [اسم المدرسة] للمساهمة في تنمية حب اللغة والأدب لدى طلاب المرحلة الإعدادية”. هذا المثال يظهر الشغف، ويذكر مهارات محددة، ويخصص الهدف للمدرسة والمرحلة المستهدفة. مثال (ملخص احترافي) لمهندس مدني بخبرة: “مهندس مدني بخبرة 8 سنوات متخصص في إدارة مشاريع البنية التحتية من الفكرة إلى التسليم. قُدتُ بنجاح مشروع إنشاء جسر [اسم الجسر] في فرص عمل في كربلاء بميزانية 20 مليون دولار، وتم تسليمه قبل الموعد بشهرين. أبحث عن تحدٍ جديد لتطبيق خبرتي في إدارة المشاريع المعقدة في شركة رائدة”. هذا الملخص يبرز الخبرة، ويقدم دليلاً قوياً ومقاساً على النجاح، ويربطه بمدينة محددة.
مثال (هدف وظيفي) لمتخصص في تكنولوجيا المعلومات بدون خبرة: “خريج علوم حاسوب متحمس، حاصل على شهادة CompTIA A+ وأمتلك خبرة عملية في حل مشكلات الأجهزة والبرامج من خلال المشاريع الجامعية. أسعى لشغل منصب “فني دعم مبتدئ” في شركة [اسم الشركة] لتقديم دعم فني عالي الجودة وضمان سلاسة العمليات التقنية للموظفين”. مثال (ملخص احترافي) لمدير موارد بشرية: “مدير موارد بشرية بخبرة 6 سنوات، متخصص في استقطاب المواهب وإدارة علاقات الموظفين. نجحت في تطوير وتنفيذ استراتيجية توظيف جديدة خفضت معدل دوران الموظفين بنسبة 15% وزادت من رضا الموظفين حسب الاستبيانات السنوية. أجيد التعامل مع قوانين العمل العراقية وأتطلع إلى بناء فريق عمل استثنائي في [اسم الشركة]”. لاحظ كيف أن كل مثال مخصص، ومليء بالكلمات القوية، ويركز على القيمة التي سيقدمها المرشح. استخدم هذه الأمثلة كإلهام، وقم بتكييفها لتناسب قصتك المهنية الفريدة.
كيف تخصص هدفك أو ملخصك لكل وظيفة
لقد ذكرنا أهمية “التخصيص” عدة مرات، ولكن لا يمكننا التأكيد على هذه النقطة بما فيه الكفاية. قد يبدو تخصيص سيرتك الذاتية لكل وظيفة تتقدم إليها عملاً شاقاً، ولكنه الاستثمار الأعلى عائداً الذي يمكنك القيام به في بحثك عن عمل. إرسال 10 سير ذاتية مخصصة ومستهدفة أفضل بكثير من إرسال 100 سيرة ذاتية عامة. عملية التخصيص لا تستغرق وقتاً طويلاً إذا اتبعت منهجية واضحة. ابدأ بقراءة الوصف الوظيفي للوظيفة الجديدة كما لو كنت محققاً يبحث عن أدلة. استخدم قلماً ملوناً لتحديد الكلمات المفتاحية، والمهارات المطلوبة (الصلبة والناعمة)، والمسؤوليات الرئيسية، وأي كلمات تصف ثقافة الشركة. قم بإنشاء قائمة قصيرة بهذه “الأدلة”. بعد ذلك، انظر إلى سيرتك الذاتية الحالية، وخاصة قسم الملخص أو الهدف. هل تعكس هذه القائمة؟ إذا لم تكن كذلك، فهذا هو وقت التعديل.
ابدأ بتغيير المسمى الوظيفي في ملخصك ليتطابق تماماً مع المسمى الوظيفي في الإعلان (إذا كان ذلك منطقياً مع خبرتك). بعد ذلك، انظر إلى المهارات التي ذكرتها. هل هي نفس المهارات التي ركزت عليها الشركة؟ قم بتبديل المهارات الأقل أهمية بالمهارات التي ذكرتها الشركة في إعلانها. على سبيل المثال، إذا كان ملخصك يركز على “إدارة الميزانية” ولكن إعلان الوظيفة يركز بشكل كبير على “تدريب الفريق”، فقم بتعديل ملخصك ليسلط الضوء على خبرتك في تدريب الفرق. انظر إلى إنجازاتك. هل لديك إنجاز محدد يرتبط مباشرة بأحد متطلبات الوظيفة؟ أبرزه في الملخص. أخيراً، إذا كنت تذكر اسم الشركة، تأكد من أنك تضعه بشكل صحيح. هذه التعديلات الصغيرة، التي قد لا تستغرق أكثر من 10 دقائق، تحول سيرتك الذاتية من وثيقة عامة إلى رد مباشر ومقنع على احتياجات صاحب العمل، وتزيد بشكل كبير من فرص دعوتك للمقابلة.
الهدف الوظيفي في العصر الرقمي هل ما زال مهماً
في ظل التطورات السريعة في عالم التوظيف، قد يتساءل البعض عما إذا كان مفهوم “الهدف الوظيفي” أو حتى “الملخص الاحترافي” لا يزال مهماً كما كان في السابق. الإجابة هي نعم، بل ربما أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، ولكن لسبب مختلف. في الماضي، كان مدير التوظيف يقرأ السير الذاتية بالكامل. اليوم، ومع وجود مئات المتقدمين لكل وظيفة، أصبح لدى مديري التوظيف بضع ثوانٍ فقط لاتخاذ قرار سريع حول كل سيرة ذاتية. هذا يعني أن “الجزء العلوي” من سيرتك الذاتية (Top-fold) هو المساحة الأهم على الإطلاق. إنه المكان الذي يجب أن تخطف فيه انتباه القارئ وتجبره على الاهتمام ببقية قصتك. الملخص الاحترافي أو الهدف الوظيفي هو الأداة المثالية لتحقيق ذلك. إنه يقدم للقارئ المشغول ملخصاً سريعاً ومكثفاً لأهم نقاط قوتك وقيمتك.
علاوة على ذلك، في عصر أنظمة تتبع المتقدمين (ATS)، أصبح هذا القسم مهماً للغاية من الناحية التقنية. هذه الأنظمة الآلية تقوم بمسح سيرتك الذاتية بحثاً عن الكلمات المفتاحية التي تتطابق مع متطلبات الوظيفة. قسم الملخص أو الهدف هو المكان المثالي لوضع أهم هذه الكلمات المفتاحية بشكل طبيعي ومكثف في بداية الوثيقة، مما يزيد من “درجة تطابق” سيرتك الذاتية ويزيد من فرصتها في تجاوز الفلترة الآلية. لذلك، لا تنظر إلى هذا القسم على أنه إجراء شكلي أو تقليد قديم. انظر إليه كأداة تسويقية استراتيجية، وكفرصة ذهبية للتواصل مع كل من القارئ البشري والخوارزميات الآلية. إن استثمار الوقت في صياغته بعناية هو استثمار مباشر في زيادة فرصك للوصول إلى مرحلة المقابلة، وهو ما نسعى لمساعدتك على تحقيقه في هون جاب.
الخلاصة بداية قوية لمسيرة مهنية واعدة
لقد أجبنا الآن بالتفصيل على السؤال المحوري: ماذا أكتب في خانة الهدف الوظيفي؟. لقد تعلمنا الفرق بين الهدف الوظيفي والملخص الاحترافي، ومتى نستخدم كلاً منهما. لقد استعرضنا الصيغ الفعالة والأمثلة العملية لمختلف التخصصات، وأشرنا إلى الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها. لقد فهمنا قوة الكلمات المفتاحية والأفعال القوية، وأكدنا على الأهمية القصوى لتخصيص هذا القسم لكل وظيفة. أنت الآن تمتلك كل الأدوات اللازمة لصياغة بداية قوية ومقنعة لسيرتك الذاتية، بداية تعكس قيمتك الحقيقية وتجذب انتباه أفضل أصحاب العمل، سواء كنت تبحث عن فرصة في مجال الصناعة في وظائف في الموصل أو في قطاع الخدمات في مدن أخرى. تذكر دائماً أن هذا القسم ليس مجرد بضعة أسطر في أعلى الصفحة، بل هو مفتاحك لفتح باب الفرص.
مهمتك الآن هي تطبيق هذه المعرفة. افتح سيرتك الذاتية، وانظر إلى ذلك القسم العلوي الفارغ أو المكتوب بشكل عام. هل يمثل أفضل ما لديك؟ هل يروي قصتك بفعالية؟ هل هو مخصص للوظيفة التي تحلم بها؟ إذا كانت الإجابة لا، فقد حان وقت التغيير. استخدم الصيغ والأمثلة التي قدمناها كنقطة انطلاق، ولكن تأكد من أن النتيجة النهائية تعكس شخصيتك وإنجازاتك الفريدة. نحن في موقع التوظيف في العراق هون جاب نؤمن بأن كل باحث عن عمل لديه قصة تستحق أن تُروى. ومهمتنا هي مساعدتك على روايتها بأفضل طريقة ممكنة. بداية قوية لسيرتك الذاتية هي بداية قوية لرحلتك في البحث عن عمل، وهي الخطوة الأولى نحو بناء مسيرة مهنية ناجحة ومزدهرة.
تمرين عملي طبق ما تعلمته الآن
لنتحول من النظرية إلى التطبيق. أحضر ورقة وقلماً أو افتح مستنداً جديداً. اختر إعلان وظيفة حقيقياً تهتم به من على منصة هون جاب، سواء كان في مدينتك مثل وظائف شاغرة في النجف أو في أي مكان آخر في العراق. الآن، اتبع الخطوات التالية: 1. اقرأ الوصف الوظيفي بعناية وحدد 5-7 من أهم الكلمات المفتاحية والمهارات المطلوبة. 2. حدد ما إذا كنت بحاجة إلى “هدف وظيفي” (إذا كنت مبتدئاً) أو “ملخص احترافي” (إذا كانت لديك خبرة). 3. بناءً على الصيغة التي تعلمناها، ابدأ بصياغة مسودة أولية. إذا كنت تكتب هدفاً، ركز على حماسك ومهاراتك الأكاديمية وكيف ستساهم. إذا كنت تكتب ملخصاً، ركز على خبرتك وإنجازاتك القابلة للقياس. 4. راجع مسودتك وقارنها بقائمة الكلمات المفتاحية التي استخرجتها. هل ضمنتها بشكل طبيعي؟ 5. استخدم قائمة “الأفعال القوية” لتحسين جملك وجعلها أكثر تأثيراً. 6. اقرأ ما كتبته بصوت عالٍ. هل يبدو واثقاً ومقنعاً؟ هل هو موجز وواضح؟ 7. قم بمراجعته بحثاً عن أي أخطاء إملائية أو نحوية. هذا التمرين العملي سيحول المعرفة المجردة إلى مهارة عملية تمتلكها، وسيجعلك أكثر ثقة واستعداداً في المرة القادمة التي تقوم فيها بتحديث سيرتك الذاتية.