في العراق، خصوصًا في المدن الكبرى مثل بغداد والبصرة، تميل بعض الشركات إلى تنظيم الفرق بطريقة تقليدية وهرمية، بينما تعتمد شركات أخرى، خاصة الناشئة منها، على فرق عمل مرنة ذات بيئة أقل رسمية. لذلك، من الضروري أن تسأل خلال المقابلة عن ثقافة الفريق: هل يعتمدون على العمل الجماعي؟ هل يوجد تشجيع على المشاركة؟ هل يتم احترام الآراء المختلفة؟ كل هذه الأسئلة تساعدك على تقييم مدى ملاءمة البيئة لك.
الفرق بين الفرق الرسمية والمرنة في بيئة العمل
هناك نوعان شائعان من بيئات الفرق في المؤسسات: الفرق الرسمية والفرق المرنة. الفرق الرسمية تتبع عادة هيكلًا إداريًا صارمًا، حيث يتم تحديد المسؤوليات بدقة، ويكون التواصل غالبًا عبر الإدارة فقط. هذا النمط شائع في الدوائر الحكومية أو الشركات التقليدية في كربلاء أو النجف، حيث تُفضَّل الإجراءات الرسمية والتقارير المكتوبة.
أما الفرق المرنة، والتي تكثر في الشركات الناشئة ومجالات التكنولوجيا أو التسويق الرقمي، فتسمح بمزيد من الحرية، حيث يُتوقع من كل عضو أن يساهم في اتخاذ القرار، وتُشجَّع المبادرة الفردية. في مثل هذه الفرق، يكون الجو أقل رسمية، وقد تجد أعضاء الفريق يجتمعون في أماكن غير تقليدية مثل المقاهي أو مساحات العمل المشتركة. إذا كنت شخصًا يحب النظام والوضوح، فربما تناسبك الفرق الرسمية، أما إذا كنت تبحث عن الإبداع والمرونة، فالفرق غير التقليدية قد تكون خيارًا أفضل.
الأسلوب الإداري وتأثيره على تفاعل الفريق
أسلوب الإدارة في القسم يؤثر بشكل مباشر على طبيعة الفريق. فإذا كان المدير يعتمد أسلوب الأوامر والسيطرة، فغالبًا ما تسود أجواء من التوتر والانغلاق، حيث يخشى الموظفون التعبير عن آرائهم أو تقديم مقترحات. هذا النمط الإداري يُقلّل من المبادرة الفردية ويجعل الفريق يعتمد فقط على التعليمات. وهو شائع نسبيًا في المؤسسات التقليدية في محافظات مثل الأنبار أو ديالى.
في المقابل، المدير الذي يُشجّع الحوار ويستمع للآراء يُساعد على خلق بيئة محفّزة، حيث يشعر الموظف أنه شريك حقيقي في النجاح. الأسلوب الإداري الإيجابي يجعل الفريق أكثر تعاونًا، ويُعزز الثقة بين الأعضاء. لهذا، من الجيد أن تسأل أثناء المقابلة عن طريقة إدارة الفريق، وأن تحاول استشفاف طبيعة القائد من خلال أسئلتك أو ملاحظاتك في اللقاء الأول.
حجم الفريق وديناميكية العمل الجماعي
عدد أعضاء الفريق يلعب دورًا مهمًا في تحديد طبيعة العمل. الفرق الصغيرة، مثل تلك الموجودة في الأقسام التقنية أو وحدات التصميم، تتميز غالبًا بسرعة الإنجاز وسهولة التواصل. لكن قد تواجه فيها ضغطًا أكبر لأن المهام موزعة على عدد محدود من الأفراد. في مدن مثل أربيل أو السليمانية، يكثر هذا النوع من الفرق في شركات التكنولوجيا والمشاريع الناشئة.
الفرق الكبيرة، التي تضم أكثر من ١٠ موظفين، قد تتمتع بمرونة في توزيع المهام، لكنها تعاني أحيانًا من صعوبات في التنسيق، وتحتاج إلى آليات واضحة لإدارة الاجتماعات والمهام. إذا كنت شخصًا اجتماعيًا وتحب التفاعل، فقد تجد متعة في الفرق الكبيرة. أما إذا كنت تفضل الإنجاز السريع والخصوصية، فربما يناسبك الفريق الصغير والمركّز.
التنوع في الفريق: تحدي أم فرصة؟
وجود تنوع في الفريق من حيث الخلفيات، الأعمار، التخصصات، وحتى المدن، يمكن أن يكون سيفًا ذو حدّين. من جهة، التنوع يُثري بيئة العمل ويُضيف وجهات نظر جديدة ويزيد من فرص الابتكار. تخيل فريقًا في “فرص عمل في بغداد” يجمع بين أشخاص من الموصل، البصرة، وأربيل، ولكل منهم طريقة تفكير مختلفة! هذا التنوع قد يُنتج أفكارًا غير تقليدية ويُساعد على حل المشكلات بطريقة مبدعة.
لكن من جهة أخرى، إذا لم تكن هناك ثقافة احترام وتقبل للاختلاف داخل الفريق، فقد تتحول هذه الميزة إلى مصدر توتر وسوء تفاهم. لذلك، من المهم أن تتأكد من أن الفريق يتمتع بثقافة شاملة (inclusive)، وأن المدير يلعب دورًا في دمج الجميع وبناء الثقة بينهم. التنوع إذا أُدير بشكل جيد، يمكن أن يكون من أقوى عناصر النجاح لأي فريق عمل.
تقييم أسلوب التواصل داخل الفريق
أسلوب التواصل بين أعضاء الفريق يُعد من أهم العوامل التي تُحدد فعالية العمل. بعض الفرق تعتمد على التواصل اليومي المباشر، سواء بالحضور الفعلي أو عبر تطبيقات مثل Zoom وTeams، مما يخلق ديناميكية فعالة وشعورًا بالتواصل المستمر. فرق أخرى تكتفي بالتقارير الأسبوعية أو الاجتماعات الشهرية، ما يُشعر بعض الأعضاء بالعزلة أو عدم وضوح التوجيهات.
في محافظات مثل نينوى أو ذي قار، حيث تكون بعض المؤسسات لا تزال في طور التحول الرقمي، قد تجد تواصلًا يعتمد على الورق أو البريد الإلكتروني فقط. لذلك من الضروري أن تعرف: كيف يتواصل هذا الفريق؟ هل لديهم اجتماع يومي قصير؟ هل يُستخدم تطبيق خاص؟ هذه التفاصيل تساعدك في التهيئة المسبقة والاندماج السريع عند انضمامك.
دور القيم المشتركة في تعزيز الانسجام
وجود قيم مشتركة بين أعضاء الفريق يسهل كثيرًا عملية التعاون ويُقلل من الخلافات. القيم قد تكون مهنية مثل “الاحترام”، “الشفافية”، “حب التعلم”، أو حتى اجتماعية مثل “دعم الزملاء”، و”التوازن بين العمل والحياة”. عندما تعمل في فريق يتقاسم نفس المبادئ، فإنك تشعر أنك في بيئة قريبة من شخصيتك، مما يرفع من إنتاجيتك ورضاك المهني.
في بعض الشركات في كربلاء أو ميسان، تُعقد ورش تعريفية للموظفين الجدد لتعريفهم بقيم المؤسسة، ويُطلب منهم مشاركة قصص شخصية تعكس تلك القيم. هذا النوع من المبادرات يُسهّل بناء الثقة، ويُساعد في تقليل الصراعات. تأكد من أن الفريق الذي ستنضم إليه لا يشاركك المهام فقط، بل يشاركك المبادئ أيضًا.
هل الفريق يُفضّل العمل الجماعي أم الفردي؟
بعض الفرق تُشجّع العمل الجماعي دائمًا، حيث تُنجز المهام عبر التعاون والتفويض والتفاعل المستمر. هذا النوع من الفرق يُناسب من لديهم مهارات تواصل قوية ويستمتعون بالنقاشات وتبادل الآراء. بينما فرق أخرى تمنح أعضائها استقلالية كبيرة، وتُقيّم الأداء على أساس الإنجاز الفردي. هذه البيئة تناسب الأشخاص الذين يُفضّلون التركيز والعمل بصمت.
في بعض “فرص العمل في البصرة”، يُطلب من الموظف العمل ضمن فريق مشاريع متعدد الأقسام، بينما في “فرص العمل في النجف”، تُعطى المهام الفردية بشكل مباشر ويُترك للموظف اختيار الطريقة المناسبة لإنجازها. من الأفضل أن تسأل عن ذلك مسبقًا، لأن تفضيلك لطريقة عمل معينة قد لا يتماشى مع أسلوب الفريق.
أهمية الاستقرار داخل الفريق
معدل دوران الموظفين في القسم مؤشر مهم جدًا لطبيعة الفريق. إذا كان الفريق يشهد تغييرات مستمرة، فهذا قد يدل على مشكلات داخلية مثل ضعف الإدارة، توتر العلاقات، أو ضغط العمل العالي. أما الفرق المستقرة، فهي غالبًا تتمتع بقيادة جيدة، وبيئة مشجعة، وتوازن في المهام.
عند مقابلة الفريق، لا تتردد في أن تسأل بطريقة ذكية: “ما هو متوسط فترة بقاء الموظفين في هذا القسم؟” أو “هل معظم الفريق موجود منذ مدة طويلة؟”. هذا السؤال قد يمنحك صورة واضحة عن مدى استقرار الفريق، وفرصك في بناء مسيرة طويلة داخل الشركة.
كيف تتأكد من ملاءمتك للفريق قبل قبول العرض؟
قبل أن تقرر قبول العرض، حاول أن تحصل على فرصة لرؤية الفريق، ولو لبضع دقائق. بعض الشركات تتيح مقابلة مع أحد أعضاء الفريق إلى جانب المدير، وهو أسلوب ذكي لمعرفة الواقع اليومي للوظيفة. راقب تفاعل الأعضاء، طريقة حديثهم مع بعض، ومستوى راحتهم في المكان. هذه التفاصيل الصغيرة تعطيك إحساسًا فوريًا بمدى ملاءمتك للبيئة.
إذا شعرت بأن الفريق يشبهك، وأنك ستكون موضع ترحيب، فهذه علامة إيجابية. أما إذا شعرت بأن الفريق مغلق، أو أن الأعضاء لا يتحدثون بحرية، فقد يكون من الأفضل أن تعيد التفكير. طبيعة الفريق هي المفتاح اليومي الذي يُحدد مدى سعادتك في العمل.